روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | فاطمة بنت عبد الملك...الأميرة الزاهدة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > فاطمة بنت عبد الملك...الأميرة الزاهدة


  فاطمة بنت عبد الملك...الأميرة الزاهدة
     عدد مرات المشاهدة: 4044        عدد مرات الإرسال: 1

هي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، أحد خلفاء الدولة الأموية، وأمها أم المغيرة بنت خالد بن العاص، وأخوتها الخلفاء الثلاثة: الوليد وسليمان ويزيد، وزوجها الخليفة عمر بن عبد العزيز، فهي كما قال الشاعر فيها:

بنت الخليفة والخليفة جدها *** أخت الخلائف والخليفة زوجها

= علم غزير:

وقد إكتمل عقد فضلها حين أضفت عليه من جواهر العلم ودرره الشيء الكثير، فقد حرصت على طلبه، حتى أضحت راوية للحديث، وقد كانت ممن ذكرها أبو زرعة فيمن حدّث بالشام من النساء، وقد روى عنها عدد من العلماء والتابعين أمثال عطاء بن أبي رباح المكي التابعي مفتي أهل مكة ومحدثهم، وكذلك روى عنها أبو عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وغيرهما.

= زواج مبارك:

وحين بلغت فاطمة مبلغ النساء تزوجها بن عمها عمر بن عبد العزيز، الذي تربى في كنف أبيها عبد الملك وتحت عنايته، وعاشت فاطمة مع زوجها عمر عيشة مترفة منعمة، فقد أضحى عمر والي المدينة، ورزقهما الله منه بابنين اثنين هما: إسحاق ويعقوب.

ودامت هذه الحياة الهنيئة حتى كان عام تسع وتسعين من الهجرة حين تولى زوجها خلافة الأمة، فإنقلبت حياته، وغدا -وهو الشاب الذي غُذّي من آنية الملك- إماماً زاهداً تثقل مسئولية الخلافة كاهله.

= تضحية ووفاء:

وأضحت فاطمة بين يوم وليلة زوج الخليفة الزاهد، فوقفت بجواره معينة مخلصة، مستشعرة مسئوليتها تجاه زوجها الذي آثر ثواب الآخرة، ملتزما في ذلك بالزهد في زينة الدنيا وزخرفها، ولم تتردد فاطمة في الإختيار بين زوجها وبين ما يدعوها إليه من حياة جديدة قد تشقّ عليها.

 

فقد ذكر أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة قال لامرأته فاطمة -وكان عندها جوهر أمر لها به أبوها لم ير مثله: إختاري إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما أن تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت واحد، قالت: لا بل أختارك عليه وعلى أضعافه، فأمر به فحمل حتى وضع في بيت مال المسلمين، فلما مات عمر وإستخلف يزيد قال لفاطمة: إن شئت رددته إليك، قالت لا والله، لا أطيب به نفسا في حياته وأرجع فيه بعد موته. = عيش زهيد:

تبعت فاطمة زوجها راضية بهذه العيشة الزهيدة.. أثاث قديم، وثياب مرقعة، وطعام قليل، وهي التي لم تذق طعم هذه الحياة من قبل زواجها ولا من بعده قبل الخلافة.

ويشير إلى بساطة الحياة التي كانت فيه مع زوجها بعد الخلافة، أن أعرابية جاءت تريد لقاء الخليفة، فدلها الناس على بيته البسيط.. فطرقته لتفتح لها الباب امرأة إمتلأت يداها بالعجين، فسألتها الأعرابية عن الخليفة عمر بن عبد العزيز، فطلبت منها المرأة أن تنتظر للحظات ريثما يأتي الخليفة.. وإذا بجانب حائط البيت رجل يصلح الجدار، وقد علقت بقع الطين بيديه وثوبه.. فنظرت الأعرابية إليه مستغربة من جلوس هذه المرأة التي تعجن العجين أمام هذا الطيان الغريب ولم تتستر منه.. فبادرتها بالسؤال عن هذا الطيان.. وكيف تجلس أمامه دون أن تستر نفسها؟ فتجيبها ضاحكة: إنه أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وأنا زوجته فاطمة.

وذكر أن غلام عمر دخل يوما على مولاته فاطمة، فغدته معها عدسا، فقال: كل يوم عدس؟! قالت: يا بني هذا طعام مولاك أمير المؤمنين.

= حسن التصرف:

كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحا من فئ المسلمين، فجاء ابن له صغير فأخذ منها، فوثب إليه عمر وأخذها منه وردها، فذهب الطفل إلى أمه باكيا، فلما أخبرها الخبر، أرسلت بدرهمين فإشترت تفاحا وأطعمته، ثم أعطت لعمر منه، فقال: من أين هذا؟ فقصت عليه الخبر، فقال: رحمك الله، لكأنما إنتزعتها من قلبي، ولكني كرهت أن أضيع نفسي من الله عز وجل بتفاحة من فئ المسلمين.

= تمتدح زوجها:

لما توفي زوجها، جاءها الفقهاء يسألونها: أخبرينا كيف كان حال عمر بينكم؟ قالت: أفعل ولو كان حيا ما فعلت، والله ما كان بأكثركم صلاة ولا صياما، ولكني والله ما رأيت عبدا قط كان أشد خوفا لله من عمر، والله إن كان ليكون بيني وبينه لحاف، فيخطر على قلبه الشيء من أمر الله، فينتفض كما ينتفض طائر وقع في الماء، ثم يرتفع بكاؤه حتى أقول: والله لتخرجن نفسه، فأطرح اللحاف عني وعنه رحمة له، وأنا أقول: يا ليتنا كان بيننا وبين هذه الإمارة بعد المشرقين، فو الله ما رأينا سرورا منذ دخلنا فيها.

الكاتب: ياسر محمود.

المصدر: موقع رسالة المرأة.